تحميل درس الكتاب

 

التلمذة الروحية

البرنامج

 

(24)

رقم الحلقة

مرحلةالثبات فى المسيح

المرحـلة

للتحميل إضغط على الأيقونة

[9] الله أب يغير عاداتك

عنوان الحلقة

 

 

 

شاهد فيديو الحلقة

 

 

 

شاهد عظة عن الحلقة

 

    موضوع الحلقة

الله أب يغير عاداتك

* روعــة التغيير .

* إمكانيـات القدير .

* دور خـطـــير .


(9)

الله أب يغير عاداتك

" إذا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً " (2كو 5 : 17)

 

نأتى اليوم إلى هذا الموضوع الهام من موضوعات هذه المرحلة من حياتنا الروحية ـ مرحلة الثبات فى المسيح ـ وهو عن أبوة الله الرائعة التى تستطيع أن تغير وتستبدل عاداتنا القديمة بعادات جديدة ... فبعدما أقام المسيح ليعازر من الأموات، وصار ليعازر حياً .. قال المسيح للواقفين : " حلـوه ودعوه يذهب " (يو 11 : 44) ، فبعدما يقبل المؤمن المسيح فى حياته ، يبدأ فى طريق التوبة ، فيصبح من أولاد الله ... لكن تبقى داخله بعض العادات التى تعوّد على ممارستها من حياته القديمة .. هنا يأتى دور الله كأب ليغير هذه العادات ويقوم بعملية إحلال للقديم ليحل محله الجديد ... مثلما يلدغ عقرب شخصاً ما ، ويجرى السم فى عروقه ، فإننا نعطيه مصلاً عبارة عن سماً مضاداً لسم العقرب ... كذلك الحال فى العادات القديمة ، التى لا يمكن أن تخرج ظلمتها من القلب إلا بدخول النور الحقيقى الذى يضئ فى الظلمة ، والظلمة لا يمكن أن تدركه ... فتكون النتيجة أننا نكتسـب عادات جديدة : كعادة الخلوة اليومية ، وعادة حفظ الآيات ، وعادة الاعتراف بالخطية فور السقوط ، وعادة الذهاب للكنيسة .. إلخ

 

وسنركز حديثنا حول هذا الموضوع فى ثلاثة محاور ، هى :

* روعــة التغيير .

* إمكانيـات القدير .

* دور خـطـــير .

  


 

أولاً: روعة التغيير

 

       تعلمنا كلمة الله أن المسيحية هى ديانة التغيير ... فما لم تستطع ثقافات العالم وحضاراته أن تغيره فى الإنسان تستطيع نعمة الله أن تغيره فينا ... فالمسيح يغير فى مجالين :

 

1) تغيير الشكل الخارجى :

    لذا أوصانا معلمنا بولس الرسول قائلاً : " ولا تشاكلوا أهل هذا الدهر ، بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم ، لتختبروا ما هى إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة .. " (رو 12 : 2) ، فالعالم فى كل يوم يقدم موضة جديدة ، والمؤمن يجب أن يتغير ويكون له صورة المسيح ، لا صـورة البعيديـن من أهل العالم .. وذلك بواسطة الذهن الجديد كما يقول الكتاب بتجديد أذهانكم ...

 

2) تغيير الجوهر الداخلى :

    ليس الأمر فقط بالمظاهر وتغيير الشكل الخارجى ، بل بالأولى بتغيير الجوهر الداخلى ، كما قال الكتاب : " أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الانسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور ، وتتجددوا بروح ذهنكم ، وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر و قداسة الحق .. " (أف4 : 22 ـ 24)

لاحظ وجود 3 أوامر فى هذه الآيات : تخلعوا ـ تتجددوا ـ تلبسوا .. وهذه هى الخطوات العملية التى يجب أن يسلك فيها المؤمن حتى تتغير عاداته القديمة ، إذ يأتى للمسيح ليخلع من حياته أعمال الإنسان القديمة ، ويجدده ، ويلبسه حلة العادات الجديدة ...

        ولنا فى حياة رجال الله القديسين الأمثلة الكثيرة ، الذين تغيرت حياتهم .. مثل القديس أغسطينوس الذى كان مستعبداً لعادات شريرة ، إلى درجة أن كان له ابن فى الحرام .. لكنه عندما فتح حياته للمسيح ، خلع منه عاداته القديمة ، وتجددت حياته ، وألبسه ثوب بره ، حتى قال للمرأة التى كان هو مرتبطاً بعادات شريرة معها : [ إن اغسطينوس الذى تعرفينه وتريدينه قد مات ... ]

        يقول القديس امبروسيوس :

        [ ليكن هدفنا هو تدريب القلب .. لا على كراهية العالم ، بل بالحرى على حب السماء والتمتع بالله المشبع للنفس ... ]

 

ثانياً: إمكانيات القدير

قد تقول أنا لا أستطيع أن أتغير .. نعم هذا صحيح ، فنحن بأنفسنا لا نستطيع أن نفعل شئ ، بل من خلال الله كأب فنحن نستطيع كل شئ .. فما هو الدور الذى يقوم به الله لتغيير عاداتنا القديمة وإحلال عادات جديدة بدلاً منها ؟

 

1)    يزرع إرادة التغيير فى القلب :

يقول معلمنا بولس الرسول : " لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة .. " (فى 2 : 13) ، فالله هو الذى يـزرع إرادة التغيير فى القلب ، فيكره المـؤمن عاداته القديمة .. فقد يكون معتاداً على شرب السجائر من سنين ، لكن حين يدخل المسيح قلبه يكره حتى رائحتها .. وهكذا الحال فى بقية العادات ...

 

2)    يهب القوة والقدرة على التغيير :

    فمعلمنا بولس الرسول الذى صرخ يوماً مستنجداً من جسد الخطية الذى يحاربه بشده ، لكنه عندما وجد المسيح المنقذ قال :  " أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى .. " (فى 4 : 13) ، فإذا قال أستطيع كل شئ فقط ، فقد يكون إنساناً متفاخراً معتداً بنفسه معتمداً على ذاته .. لكنه قال فى المسيح الذى يقوينى .. فكثيراً ما نقول لم أستطع أن أتغير ، وهذا حق ، لأنك تعتمد على إمكانياتك المحدودة ، لكن حين تلقى كل رجائك بالتمام على عمل الله فى داخلك ، وتجاهد متكلاً على معونته ، فإنك بالتأكيد ستنجح وتتغير عاداتك ...

 

3)    يساعد المؤمن الثابت فيه على التغيير :

     كما أن الغصـن لا يقدر أن يأتى بثمر إن لم يثبت فى الكرمة ، كذلك المؤمن إن لم يثبت فى المسيح ، لذا قال رب المجد يسوع : " أنا الكرمة وأنتم الاغصان الذي يثبت فيَّ وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً ... " (يو 15 : 5)

 

أخى الحبيب ، ما أروع أن نقول مع الأب الكاهن فى أوشية الأباء :

 

[ اقتننا يا الله مخلصنا لأننا لا نعرف آخر سواك اسمك القدوس هو الذى نقوله فلتحيا نفوسنا بروحك القدوس ، ولا يقوى علينا نحن عبيدك موت الخطية ، ولا على كل شعبك .. ]

 

ثالثاً: دور خطير

        وهو دور المؤمن فى عملية التغيير ، فإذا كان الله مستعد ليساعد المؤمن ليتغير ، فلاشك أن هناك دوراً يجب على المؤمن أن يقوم به .. لذا قال قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث :  [ إن الله الذى خلقك بدونك ، لا يستطيع أن يغيرك بدونك .. ]

 

        فما هو الدور الهام الذى يجب أن يقوم به المؤمن ليتغير ؟

 

1)    الإستجابة لتبكيت الروح القدس :

     فالروح القدس هو الذى يضئ بنوره فى القلب مبكتاً ليكتشف المؤمن العادات غير اللائقة .. كما قال الكتاب : " ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة .. " (يو 16 : 8) 

 

2)    محاسبة النفس بخوف من الخطية :

     فالكتاب يقول : " تمموا خلاصكم بخوف ورعدة .. " (فى 2 : 12) ، وهو الخوف من الخطية التى تحزن قلب أبى السماوى المحب ، فالمؤمن الثابت فى المسيح يحاسب نفسه ليس كل عام فى ليلة رأس السنة ، لكن كل يوم فلا يسمح ولو لفكرة أو لشبه شر أن يعشش فى قلبه ، حتى لا تصبح الفكرة عملاً ، والعمل يتحول إلى عادة ، فيهتم بأن يخرج الثعالب الصغار المفسدة للكروم ..

 

3)    الإعتزال عن المعاشرات الردية :

     وهى المسببات التى تذكرنا بالشر الملبس الموت ، فلا يمكن أن تتغير حياة المؤمن وهو كلوط الذى قال عنه الكتاب : " إذ كان البار بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم يعذب يوماً فيوماً نفسه البارة بالافعال الاثيمة " (2بط 2 : 8) ، لكن يجب أن يتعزل المؤمن عن المعاشرات الردية التى قال عنها الكتاب : " لا تضلوا فإن المعاشرات الردية تفسد الاخلاق الجيدة " (1كو 15 : 33) ، فكما تفسد التفاحة الفاسدة صندق التفاح بأكمله ، كذلك تفسد المعاشرات الردية حياة المؤمن ...

 

4)    المثابرة وعدم الفشل :

     فحين نفشل فى تغيير العادات القديمة ، فلا يجب أن نفشل ، فلا ننسى أن الله أب لا يدعنا نيأس ، فالكتاب قال : " لأن الله لم يعطنا روح الفشل ، بل روح القوة والمحبة والنصح [ضبط النفس] .. " (2تى 1 : 7) ، فالتكرار وإعادة المحاولة دون يأس هما المفتاح الهام للنجاح فى تغيير العادات ..

    لذا قال القديس مار اسحق :

    [ إن الفضائل التى لم تؤسس بالإعتياد مدة من الزمــان ، فهـى كالشـجاع العـارى من سـلاحه .. ]

 

        طلبتى إلى الله أن يعطينا أن نتمتع بتغييره لعاداتنا القديمة ، فلا نفشل أو نيأس بل لنتقدم إلى الأمام ويعظم إنتصارنا بالذى أحبنا ، الذى يعطينا أن نريد وأن نعمل لنرفض الظلـمة ونحيا فى النور .. له المجد فى كنيسته إلى الأبد .. آمين ..


   ترنيمة :

1) يوم هنا يوم ســرور               يوم خلاصى من الشـرور

ولىَّ ظلامى وحل النور     غيـــرنى يســــوع

 

قرار : غيــرنى يسـوع       غيـــرنى يســــوع

أعطانى قلباً جديـــد                 غيـــرنى يســــوع

 

2) لسانى النارى الشريـر    صــار يســـبح القدير

وقلبى المـظــلم أنير         غيـــرنى يســــوع

3) كنت أسـيراً لعاداتـى              وعبــداً لشــهواتــى

أخجل من ذكر صفاتـى     غيـــرنى يســــوع

4) قد حصلت على الغفران         وتحررت من الشـــيطان

وقلبى يهــتف فرحان        غيـــرنى يســــوع


درس كتاب :

الله أب يغير عاداتك

 

    أولاً : ما هى الجوانب التى يغيرها الله فى المؤمن بحسب الآيات التالية ؟

رو 12 : 2 --------------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

 

أف 4 : 22 ـ 24 -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

 

   ثانياً : ما هى إمكانيات الله فى التغيير ؟

فى 2 : 13 --------------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

 

فى 4 : 13 --------------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

يو 15 : 5 --------------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

 

   ثالثاً : ما هو الدور الذى يجب أن يقوم به لتغيير عاداته ؟

يو  16 : 8 -------------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

 

فى 2 : 12 --------------------------------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

 

1 كو 15 : 33 -----------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

 

 2 تى 1 : 7 -------------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

 

 التدريب الروحى للأسبوع :

أ ) حفظ آية :

فى 4 : 13

" أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى .."

فى 4 : 13

ب) المواظبة على الخلوة اليومية .

 

غيرنى يا يسوع

 

ملخص موضوع

الله أبٌ يغير عاداتك

 

أولاً    : روعة التغيير  :

1) تغيير الشكل الخارجى                (رو 12 : 2)

2) تغيير الجوهر الداخلى                        (أف4 : 22ـ24)

 

ثانياً   : إمكانيات القدير :

1) يزرع فى القلب إرادة للتغيير          (فى 2 : 13)

2) يهب القوة والقدر ة على التغيير              (فى 4 : 13)

3) يساعد المؤمن الثابت فيه على التغيير (يو 15 : 5)

 

ثالثاً    : دور خطــــير  :

1) الإستجابة لتبكيت الروح القـدس       (يو 16 : 8)

2) محاسبة النفس بخوف من الخطية    (فى 2 : 12)

3) الاعتزال عن المعاشرات الردية       (1كو 15 : 33)

4) المــثابرة وعــــدم الفشل (2 تى 1 : 7)