التلمذة الروحية

البرنامج

 

ثبات (B)

رقم الحلقة

مرحلةالثبات فى المسيح

المرحـلة

[ب] مقدمة للثبات فى المسيح

عنوان الحلقة

 

 

 

 

شاهد عظة عن الحلقة

 

    موضوع الحلقة

مقدمة للثبات فى المسيح

[أ] ضرورة حتمية

[ب] غاية جلية

[ج] حقيقة جوهرية


مقدمة للثبات فى المسيح

تحدثنا معك أيها القارئ الحبيب فى الجزء الأول من هذه السلسلة فى كتاب " كيف أبدأ مع المسيح " عن كيفية البداية فى الطريق الروحى ، وذلك عن طريق فتح القلب للرب يسوع المسيح الذى قال : " ها أنذا واقف على الباب واٌقرع .. إن سمع أحد صوتى وفتح الباب ، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معى " (رؤ3 : 20) ، وبذلك يصبح كل من يقبل السيد المسيح فى قلبه إبناً لله

وبهذا يكون المؤمن فى نهاية مرحلة البدء مع المسيح :

·        متمتعاً بسكنى المسيح فى قلبه .

·        حاصلاً على سلطان البنوية للمسيح

    وبالنسبة للمعمدين فإن التوبة معمودية ثانية ، يبتهج فيها التائب بكل هذه النعم التى كانت بالمعمودية واستردها بالتوبة كالإبن الضال (لو 15 : 11 ـ 32)

واليوم نتقدم فى هذه السلسلة من الموضوعات ليعلمنا الرب كيف نثبت فى علاقة البنوية لـه ، فنتمتع بأبوته التى : تحلو لنا فيها العشرة معه، فنحفظ كلامه ، ونتمتع بإنتمائنا لأبوته الحانية المُرحبة بنا .. كما نراه يعتنى بحياتنا، ويواجه أعداءنا ، ويغفر آثامنا ، ويحفظنا من اليأس ، ويضمنا لعائلة هى كنيسته المقدسة ، التى يمتعنا بواسطتها بحلول روحه القدوس ، فنشهد عن حبه للآخرين ..

          والواقع أن الثبات فى المسيح هو من الأمور الأساسية التى كانت موضوع تركيز رب المجد يسوع المسيح فى علاقته بتلاميذه القديسين ... إلى درجة أنه تكلم 11 مرة عن الثبات فى 8 آيات ، هى (يوحنا 15 : 4 ـ 11) .. نجملها فى قوله :

    " اثبتوا في و انا فيكم كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة كذلك أنتم أيضاً إن لم تثبتوا فيَّ " (يو 15 : 4)

          لذا فالثبات فى المسيح هو :

أولاً      :         ضرورة حتميـة .

ثانياً     :         غايــة جليـة .

ثالثاً     :         حقيقة جوهريـة .

 

أولاً: ضرورة حتمية

          فالإنسان الذى بدأ فى طريق التوبة يجب أن يحفظ نفسه ثابتاً فى حياته الجديدة مع المسيح .. لأن الثبات هو :

1)     وصية إلهية : يوصينا معلمنا بولس الرسول قائلاً : " إذاً يا اخوتي الأحباء والمشتاق إليهم يا سروري وإكليلي اثبتوا هكذا في الرب أيها الأحباء .. " (فيلبى 4 : 1)  

2)     علامـة التلمـذة الحقيقية للمسيح : كما قال له المجد : " قال يسوع لليهود الذين آمنوا به إنكم إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي " (يو 8 : 31)

3)     الهلاك خطورة عدم الثبات : فلقد حذرنا الرب من خطورة عدم الثبات بقوله : " إن كان أحد لا يثبت فيَّ يطرح خارجاً كالغصن فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق .. " (يو 15 : 6)

4)     الثبات هو موضوع إهتمام الكنيسة منذ عهد الرسل : فيقول سفر أعمال الرسل عن القديس برنابا : " الذي لما أتى ورأى نعمة الله فرح ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب .. " (أع 11 : 23) لذا فإن كان المُعَمَد يقبل المسيح فى سر المعمودية ، فإنه يثبت فى سر الميرون بالمسحة المقدسة ، أى فى سر التثبيت .. ثم يأتى سر الإفخارستيا أى سر التناول ، فيثبت أيضاً فى الرب كما قال : " من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه " (يو 6 : 56)

       ويعلمنا تاريخ الكنيسة عن القديس مقاريوس أب رهبان برية شيهيت أنه كان يقود المبتدئين فى الحياة الروحية بلطف حتى يثبتوا فى الرب ويمسكوا بجبل التلمذة الروحية للمسيح ...

          فالكنيسة كأم تهتم كل الإهتمام بتثبيت أولادها المؤمنين فى بنوتهم لإبيهم السماوى الرب يسوع ...

          هذا عن الضرورة الحتمية للثبات فى الرب ...

 

ثانياً: غاية جلية  

          تُرى ما هى الغاية أو الهدف من الثبات ؟

   الواقع أن الثبات هو ثبات فى محبة الله .. حتى تتحرر عقولنا من ترسيبات الخوف من الله فنثبت فى محبته كأب محب لنا .. وننتصر على شكوك عدو الخير الذى يشككنا فى قبول الله ومحبته وغفرانه لخطايانا ... لذا قال داود النبى : " ثابت قلبي يا الله ثابت قلبي أغني وأرنم .. " (مز 57 : 7)

          لذا فالهدف من الثبات هو :

 التمتع بحياة السلام والأمان والإطمئنان مع الله كأب محب

 

ثالثاً: حقيقة جوهرية 

          إن الحقيقة الجوهرية التى تساعدنا على الثبات فى الرب وعدم التزعزع من جهة محبته ، هى : أبــوة الله ... ولقد ركز السيد المسيح على أبوة الله تركيزاً شديداً فعلمنا أن نصلى قائلين : " أبانا الذى فى السموات ... " (مت 6 : 9)

          لذا يقول الكتاب مؤكداَ هذه الحقيقة : " وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون بإسمه.. " (يو 1 : 12) ، فالحقيقة الهامة هى أن الذين يبدأون مع المسيح فى حياة التوبة ويقبلون دخوله إلى قلوبهم وإلى حياتهم يصيرون أولاده ويصير هو أباً لهم ، كما قال له المجد : " وأكون لكم أباً وأنتم تكونون لي بنين وبنات يقول الرب القادر على كل شيء " (2كو 6 : 18)

          يا لروعة هذه العلاقة المجيدة التى ترفعنا من مزبلة الخطية لتمتعنا بالبنوية الحقيقية لملك الملوك ورب الأرباب !!!

        من الرب نسأل أن يمتعنا ببركة الثبات فى أبوته ومحبته ببركة صلوات أمنا القديسة والدة الإله العذراء مريم ، وسائر آبائنا القديسين ، وبركة صلوات خليفة القديس مار مرقس الرسولى البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث .. أدام الرب حياته .. آمين .