تحميل درس الكتاب

 

التلمذة الروحية

البرنامج

 

(16)

رقم الحلقة

مرحلةالثبات فى المسيح

المرحـلة

للتحميل إضغط على الأيقونة

[1] الله أب تحلو معه الخلوة الروحية

عنوان الحلقة

 

 

 

شاهد فيديو الحلقة

 

 

 

شاهد عظة عن الحلقة

 

    موضوع الحلقة

الله أب تحلو معه الخلوة الروحية 

1)     أهمية الخلوة الروحية .

2)     كيفية ممارسة الخلوة الروحية .

3)     المشاركة فى الخلوة الروحية .


(1)

الله أب تحلو معه الخلوة الروحية 

" وُجِدَ كلامك فأكلته فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبى لأني دُعِيت باسمك يارب إله الجنود .. " (إر 15 : 16)

 

تكلمنا قبلاً عن أهمية الثبات فى المسيح كضرورة حتمية لكل من قرر عازماً أن يبدأ فى الطريق الروحى ، وفتح قلبه للمسيح ليدخل ويضئ بنوره فى ظلمة حياته ...

واليوم سنتكلم عن وسيلة هامة للغاية من وسائل الثبات فى الرب ، وهى الجلسة اليومية الهادئة الحُبية مع الله كأب .. وهى الخلوة اليومية ... والواقع أنه مهما كانت لنا محبة مع الله ، فتكون محبة مع إيقاف التنفيذ إذا لم نرويها بالجلسة الهادئة الهنية اليومية معه .. نستمع إليه ونتكلم معه كالأب مع بنيه ، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ... ليس كواجب أو كروتين بل كدالة حب وشوق الإبن لأبيه .. كما قال المرنم :

ياطيب ســاعات بـها                    أخلـــو مع الحبــيب 

يجـــرى حديثى معه                     ســـراً ولا رقـــيب

 

وسنركز حديثنا فى هذا الموضوع حول :

1)     أهمــــية الخلوة الروحية .

2)     كيفية ممارسة الخلوة الروحية .

3)     المشاركة فى الخلوة الروحية .

 

 

أولاً: أهمية الخلوة الروحية

للخلوة الروحية أهمية قصوى للأسباب التالية :

1) المسيح مثالها :

يقول الكتاب عن الرب يسوع أنه : " في الصبح باكراً جداً قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلي هناك .. " (مر 1 : 35) فلو لم تكن الخلوة اليومية هامة لما مارسها المسيح له المجد ... بل ليعلمنا مقدار أهميتها فقام وخرج ومضى  وكان يصلى ... وهنا نتعلم أن الخلوة يجب أن تكون باكورة اليوم فى الصباح .. لذا قال أحد الأباء : [ حين لا تقابل الله فى الصباح يقابلك الشيطان طوال اليوم .. ]

ولقد مارسـها رجال الله القديسـون كداود الملك فقال :  " يا الله إلهى أنت إليك أُبكر .. عطشت إليك نفسى يشتاق إليك جسدى فى أرض ناشفة ويابسة بلا ماء .. " (مز 63 : 1)

كما أن للخلوة أهمية أخرى ، إذ أنها :

2) وصية إلهية :

قال الرب يسوع : " وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك واغلق بابك وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية .. " (مت 6 : 6) ، والابن الذى يحب أباه يجب أن يطيع وصاياه ...

ليس هذا فقط بل أن الخلوة الروحية هامة لأنها :

3) غذاء للروح :

فكما نهتم بأجسادنا ونغذيها ونعتنى بها ، كذلك يجب أن نهتم بأرواحنا ونغذيها ، كما قال الرب : " ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ، بل بكل كلمة تخرج من فم الله .. " (مت 4 : 4)

فالإنسان الروحى الذى بدأ فى حياة التوبة مع المسيح يحتاج بإستمرار إلى الغذاء الروحى من كلمة الله .. 

يقول القديس أغسطينوس :

   [ الجسد لا يستطيع أن يبقى حياً بدون غذاء ، هكذا الصلاة هى غذاء النفس وقوام حياتها  ... ]      

كما يقول القديس يوحنا ذهبى الفم :

   [ إننى حينما أشاهد حرارة شهوتكم وإشتياقكم إلى الخبز الروحى الذى هو كلام الله، يتضح لى من ذلك نموكم فى الفضيلة ، لأنه كما نحكم على الجسد    أنه حاصل على حال الصحة حينما نراه يتناول الأطعمة بشهية وتلذذ ، هكذا جوعكم لكلام الله يوضح لنا جلياً حسن إستعداد أنفسكم وصحتها الكاملة .. ]

 

ثانياً: كيفية ممارسة الخلوة الروحية

          من المفيد أن نبدأ ممارسة الخلوة لمدة 10 دقائق يومياً كل صباح ، فجميل أن نبدأ بفترة صغيرة ونتدرج بعد ذلك فى الزيادة ...

      وتتلخص الخلوة فى ثلاثة خطوات ، هى :

1) تهيئة القلب :

      يقول معلمنا داود النبى : " اعبدوا الرب بفرح .. ادخلوا إلى حضرته بترنم .. " (مز 100 : 2) ، فلا يمكن أن تتصل برقم على تليفونك إن لم تتأكد من وجود الحرارة به ... فتهيئة القلب هامة لبدء الخلوة ، ويمكن أن تكون التهيئة بصلاة باكر أو حتى بجزء منها، أو ببعض الألحان أو الترانيم التى تهيئ القلب وتضبط إيريال القلب لإستقبال موجات السماء الروحية .. فبقدر ما تهتم بتهيئة قلبك لسماع صوت الرب ، بقدر ما تتمتع وتستفيد بالجلسة الهادئة عند قدمى أبيك السماوى ...

2) الإصغاء لصوت الرب :

         بعد تهيئة القلب ، يأتى الوقت لسماع صوت الله ، فنقول مع صموئيل النبى الذى قال : " تكلم يا رب لأن عبدك سامع .. " (1صم 3 : 9) ، فنحن نحتاج بالتأكيد أن نتمرن على سماع صوت الرب كل صباح لتصبح لنا الآذان الروحية المتدربة على سماع صوته ...

          نبدأ بقراءة 7 ـ 10 آيات من الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا على سبيل المثال ، (ويمكنك الحصول على برنامج القـراءات اليومية الذى يساعدك على القراءة المنتظمة فى كلمة الله) ... بعد ذلك نستخرج صوت الرب لنا من خلال بعض المفاتيح التى نجدها فى الجدول المرفق فى الصفحة التالية ...

3) التحدث مع الرب :

         بعد أن تتهيأ قلوبنا للدخول إلى حضرته ، وبعدما نسمع صوته ، يأتى الوقت لنجيب على الرب فى نفس الموضوع الذى كلمنا فيه ... فكما يقولون فى الأمثال : [ الكلام أخذ وعطا .. ]

        لذا قال الـرب لعـروس النشـيد : " اسمعينى صوتك .. ارينى وجهك .. " (نش 2 : 14) ، فليست الخلوة هى قراءة فى الكتاب المقدس فقط ، بل هى قراءة فى الكتاب مصحوبة بالرد على ما يقوله لى أبى السماوى ، وهكذا نتفاعل مع كلمة الله الحية الفعالة ...

    ونلخص الأمر فيما يلى :

 

حديثى أنا مع الله

حديث الله لىَّ

1)     إعترف بها وأطلب من الله الغفران والقوة

1)     تحذير من خطية لأتجنبها

    (مثال : 2تى 2 : 22)

2)     أطلب معونة لتنفيذها والسلوك بها

2)     وصية إلهية لأنفـــذها

    (مت 6 : 6)

3)   اشكـر الـرب عـلى هذا الإمتياز

3)  إمتياز مبارك صار لك فى المسيح

(يو 1 : 12)  

4) اطلب من الرب تحقيقه وأن يزيل المعطلات من حياتك

  4) وعد مجيد ببركة معينة

(مت 11 : 28)

5) اطلب من الرب معونة لتعيش مثل هذه الشخصية

  5)  مثل أعلى لشخصية من الكتاب

(مر 1 : 35)

6) سبحه وعظمه ومجده عليها

  6)  صفة من صـفات الرب

(مز 23 : 1)

7)  تحدث مع الرب فيما كلمك به ..

  7)  أى تأمل آخر تراه ..

 

يقول المتنيح نيافة الأنبا يؤانس :

          [ ينبغى أن يكون للتلاميذ وقت معين يلتقون فيه بمعلمهم الرب يسوع ، فنعطيه باكورة الوقت ، أى أول النهار ، لأننا يصعب أن نعطى إنتباهنا للأفكار المقدسة بعد أن نكون قد إنهمكنا فى أعمالنا اليومية ... ] 

 

ثالثاً: المشاركة فى الخلوة الروحية

         أى أن أتشارك مع أخوتى المؤمنين فى صوت الرب لىَّ حتى نتعزى معاً ، كما قال معلمنا بولس الرسول : " أي لنتعزى بينكم بالإيمان الذي فينا جميعاً إيمانكم وإيماني .. " (رو 1 : 12) فبدلاً من أن نتسامر فى أحاديث عالمية ، تصبح أحاديثنا روحية مقدسة ..

     فالكتاب المقدس يذكر عن نبوخذنصر أنه تشارك مع الشعوب والقبائل فيما صنعه مع الرب إذ قال : " الآيات والعجائب التى صنعها معى الله العلى .. حسن عندى أن أخبر بها .. " (دا 4 : 2)

          كما يقول داود النبى : " هلم اسمعوا فأخبركم يا كل الخائفين الله بما صنع لنفسى .. " (مز 66 : 16)

          كما أمر الرب يسوع المجنون بعد أن شفاه قائلاً: " اذهب إلى بيتك وإلى أهلك واخـبرهم كم صـنع الرب بك ورحمك " (مر 5 : 19)

          على أنه يجب أن نتحرس من أن نمارس المشاركة فى خلواتنا بروح الكبرياء أو التظاهر ، بل لنمارس هذه البركة بروح المحبة والإتضاع القلبى حتى لا تضيع بركتها ...

          يقول القديس غريغوريوس الكبير :

     [ عندما يحلق القديسون فى تأمل الأمور العالية ويتذوقون جمال الحياة الروحية وثمارها نجدهم يتحمسون لإعلان محاسن السماء لأحبائهم بقدر ما يستطيعون .. ]

    قال المرنم الشعبى :

بيـن قلــبى وبين حبيـبى       عـــدة تليـفون لاسلكى

أتصـل وأنــا فى العـالم         بيسوع فى القصـر الملكى

فى الخطر أبعت له إشـارة    يجى أســـرع م الطيارة

يطعن إبليس يزيل الوساويس          والخوف يشـوفه يتوارى

          طلبتى إلى الله أن يمتعنا بهذا الإمتياز الرائع والنافع ، وهو الجلوس يومياً فى كل صباح عند قدمى هذا الأب المحب لنسمع ونتكلم معه فى عشرة حبية مباركة .. له المجد فى كنيسته من الآن وإلى الأبد .. آمين ..


    ترنيمة :

قرار : وده صوته أنا سامعه           يســوع بيـنادى عـلىَّ

   صوت خلاصى أنا عارفه            صوت الفادى صوت راعىَّ

 

1) ييجى يخبط على بابــى    أصوات اخرى تكون شغلانى

   صوت العالم والمجد الفانى          صوت الشهرة والحب الذاتى

   وعنه أنا أكـــون ساهى      أتركه بــره وأغلق بابى

 

2) لما أقـــرأ فى إنجيلـى       أصوات العالم بتشــغلنى

   عن كلامـــه وتلهينـى        وتموِّت بذاره اللى فى قلبى

   ييجى كلامــه ينور لـى     طريق جــهادى ويروينى

 

3) فى نسيم الهـوا الهـادى     صوته يهمــس فى أذانى

   فى أحـــزانى وأتعابى        صوته يرجـــع لىَّ تانى

   ويعــزينى وينســينى          هموم قلــبى وبــكائى

 


 

  درس كتاب :

 

الله أب تحلو معه الخلوة الروحية

  أولاً: ما هى أهمية الخلوة الروحية من خلال الآيات التالية ؟

مر 1 : 35 --------------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

متى 6 : 6 --------------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

متى 4 : 4 --------------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

 

  ثانياً: ما هى خطوات ممارسة الخلوة اليومية من خلال الآيات التالية ؟

مز 100 : 2 ------------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

صموئيل الأول 3 : 9 -------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

نشيد الأناشيد 2 : 14 ------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

 

  ثالثاً: ما هى الآيات التى تبين أهمية المشاركة فى الخلوة الروحية؟

مر 5 : 19 --------------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

مز 66 : 16 ------------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

  التدريب الروحى للأسبوع :

1)     المواظبة على الخلوة اليومية من خلال الإصحاح الأول من إنجيل معلمنا يوحنا .

2)     الذهاب للكنيسة ، وممارسة الاعتراف والتناول . 

ملخص الموضوع

 الله أب تحلو معه الخلوة الروحية

أولاً    :  أهمية الخلوة الروحية :

1)            المسيح مثالها                         (مر 1 : 35)

2)            وصية إلهـية                            (مت 6 : 6)

3)            غذاء للروح                            (مت 4 : 4)

 

ثانياً   : كيفية ممارسة الخلوة الروحية :

1)            تهيئة القلب                             (مز 100 : 2)

2)            الإصغاء لصوت الرب                 (1 صم 3 : 9)

3)            التحدث مع الرب                       (نش 2 : 14)

 

ثالثاً : المشاركة فى الخلوة الروحية :

   يجد المؤمن لذته فى أن تتحول أحاديثه من العالميات إلى الأحاديث الروحية المقدسة ليتعزى مع أخوته المؤمنين بالإيمان المشترك ..                                    (رو 1 : 12)