تحميل درس الكتاب

 

التلمذة الروحية

البرنامج

 

(21)

رقم الحلقة

مرحلةالثبات فى المسيح

المرحـلة

للتحميل إضغط على الأيقونة

[6] الله أب يغفر آثامك

عنوان الحلقة

 

 

 

شاهد فيديو الحلقة

 

 

 

شاهد عظة عن الحلقة

 

    موضوع الحلقة

الله أب يغفر آثامك

1)    أحشـاء حانيـة .

2)    كفـارة واقيـة .

3)    خطوات واعيـة .


 

(6)

الله أب يغفر آثامك

" من هو إله مثلك غافر الإثم وصافح عن الذنب لبقية ميراثه .. لا يحفظ إلى الأبد غضبه فإنه يسر بالرافة " (مي 7 : 18)

 

نستكمل أحاديثنا فى هذه المرحلة حول كيفية الثبات فى المسيح .. ونركز محور الحديث حول أبوته الحانية التى ترحب بإنتمائنا كأفراد فى عائلته المقدسة .. ونرى فى كل موضوع من هذه الموضوعات جانباً من جوانب أبوة الله غير المحدودة ..

واليوم نرى جانباً مشجعاً جديداً .. ألا وهو أبوة المسيح الغافرة للذنوب والساترة للعيوب ... فالله أبٌ بمعنى الكلمة ، والأب الحكيم هو الذى يغمر ابنه بالحب رغم أخطائه ، ليجدد له الثقة ليواصل جهاده لا ليتمادى فى ضعفاته وجهالاته ...

وهكذا فالله كأب حكيم لا يرفضنا إن أخطأنا ، ولكنه مستعد أن يغفر آثامنا ويسامحنا متى رجعنا إليه تائبين ...

وسنركز أحاديثنا فى ثلاث كلمات :

1)    أحشـاء حانيـة .

2)    كفـارة واقيـة .

3)    خطوات واعيـة .

 

أولاً: أحشاء حانية

    الله فى محبته الأبوية ، لــه أحشاء حانية على كل منا، ولذلك هو يغفر خطايانا ... وهذه الأحشاء الحانية تترفق وتحنو وتشفق علينا .. كما يلى :

1)    الترؤف :

قال معلمنا داود النبى : " كما يترأف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه .. " (مز 103 : 13) ، يترأف بمعنى أن يستخدم الرأفة فى تعامله مع أولاده من بنى البشر .. فبرغم أن الإنسان مستحق للعقوبة ، لكن الله فى رأفته يأتى ويأخذ العقوبة بدلاً منه .. يا لروعة أبوة الله المترأفة الغافرة !!!

2)    الحنــو :

تعلمنا كلمة الله عن حنانه المنقطع النظير ، حتى مع الشعب الصلب الرقبة ، فتقول : " فحنَّ الرب عليهم ورحمهم والتفت إليهم لأجل عهده مع ابراهيم واسحق ويعقوب ولم يشأ أن يستأصلهم ولم يطرحهم عن وجهه حتى الآن .. " (2مل 13 : 23 

نعم ، فالكنيسة تعلمنا أن نصلى فى نهاية كل ساعة من سواعى الأجبية المقدسة ونقول : [ الذى لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا .. الداعى الكل إلى الخلاص لأجل الموعد بالخيرات المنتظرة .. ]

3)    الشفقة :

لقد صور الرب شفقة أحشائه بشفقة الأب على إبنه المحبوب لديه بقولــه : " ويكونون لي قال رب الجنود في اليوم الذي أنا صانع خاصة وأشفق عليهم كما يشفق الإنسان على ابنه الذي يخدمه .. " (ملاخى 3 : 17)

ولنا فى قصة الابن الضال أروع المثل فى أحشاء الله الحانية الممتلئة شفقة وحناناً ، فبرغم أن الابن كان ولداً شريراً ، طلب أن يرث أباه فى حياته ، وبدد ماله بعيش مسرف ، إلا أنه وهو لم يزل بعيداً رآه أبوه .. فركض ووقع على عنقه وقبله فرحاً وأعاد له كل ما أفقدته إياه الخطية ... (لو 15)

        لذا قال القديس باسليوس الكبير :

   [لقد جاء يسوع الذى دُعِىَ بالحق محباً للخطاة والعشارين ، ومع كونه رباناً للعالم ، لكنه جاء لكى يخلص لا لكى يدين .. إنه الطبيب الحنون الذى يعرف كيف تذل الخطية الإنسان ، فيترفق بالخـطاة ... لا يعاتب و لاينتهر انسانا منكسر القلب ..

إنه يتوق أن يفتح أبواب الفردوس أمام لص أغلق البشر الأبواب فى وجهه ، ويقبل إمرأة عاهرة خرج الكل يحملون الحجارة لرجمها حتى يستشفون منها ... ]

(كتاب حب بلا تدليل ص 1 )

ونرى جانباً آخراً من محبة الله الفائقة فيما يلى :

 

ثانياً: كفارة واقية

نعلم أن أجرة الخطية هى موت ، والإنسان الذى يخطئ لا بد أن يموت ، لكن شكراً لله الذى جاء ودفع ثمن خطايانا ومات بدلاً عنا على صليب الحب ... لذا فالمسيح فى معاملاته مع التائب : 

1) يشفع فيه :

        اسمع معى ما قاله رسول المحبة يوحنا الحبيب : " ياأولادي أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا وإن أخطا أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار .. " (1يو 2 : 1)

        لقد جاء المسيح ليشفع ويحامى ويترافع عنا أمام محكمة السماء ، ودفع هو بذاته ثمن خطايانا على الصليب ...

2) يغفر خطاياه :

        ما أروع غفران المسيح للخطاة والعشارين .. فلقد دُعى بالحق محباً لهم .. وهذا واضح من موقفه من المرأة الخاطئة التى جاءت إليه .. لكن لأنها أحبت كثيراً غُفرت لها خطاياها الكثيرة .. لذا قال لها : " مغفورة لك خـطاياك " (لو 7 : 48) ، وهو إلى الآن كما فى القديم يغفر ويطهر لأنه جاء ليطلب ويخلص ما قد هلك ..

3) لا يدينه :

        ثم ماذا عن خطايا الماضى ؟ فالشيطان كثيراً ما يحارب المؤمن ويرعبه بعقاب الله على خطايا الماضى الأثيم .. وهو بذلك يبعده عن طريق التوبة محاولاً إرجاعه لحظيرة الشر والخطية .. لكن الله كأب حنون لا يدين المؤمن على الخطايا التى تاب عنها بل يقوم المسيح بنفسه بتسديد ثمن خطاياه هذه مادام قد تاب عنها .. لذا قال للمرأة الزانية : " ولا أنا أدينك اذهبى ولا تخطئ أيضاً .. " (يو 8 : 11) 

ما أروع هذه الكفارة الواقية من شكوك إبليس التى بها يحاول أن يشككنا فى غفران المسيح لخطايانا ... فالرب يقول :  " أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرها .. " (إش 43 : 25)

        يقول القديس باسليوس الكبير :

[ يسوع حب يحبك ويحبنى .. حتى فى لحظات عصياننا عليه وتجديفنا على اسمه ، يتوق أن نرجع لنتمتع به .. يقف كالشحاذ لعلنا نتحنن عليه فنعطيه القلب الذى له ، الذى اشتراه بدمه ، وإن لم نعطه ما هو له لا يجبرنا على الدخول بل يقف باكياً كما وقف عند دخوله إلى أورشليم .. ]

 

ثالثاً: خطوات واعية

تكلمنا فى النقطتين السابقتين عن دور الله المحب الغافر لخطايانا .. لكن هل هناك دور يجب أن يقوم به المؤمن إذا سقط أم أن محبة الله وشفقته هذه تدعو المؤمن للإستباحة ؟ حاشا .. بل يجب على المؤمن إذا سقط أن يخطو بعض الخطوات فى طريق التوبة ليواصل المسيرة المقدسة ، منها  

1) الحزن :

        يقول معلمنا بولس الرسول : " لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة وأما حزن العالم فينشئ موتاً .. " (2كو 7 : 10) ، وهو هنا يفرق ما بين نوعين من الحزن على الخطية : حزن العالم الذى يقود إلى اليأس والفشل ، كما فى حالة يهوذا الذى حزن على خطيته وشنق نفسه وهلك .. أما الحزن الذى بحسب مشيئة الله فهو كحزن بطرس الذى عندما أنكر .. خرج خارجاً وبكى بكاءاً مراً ..

        يقول الأب الكاهن فى القسمة المقدسة :

   [ احزنى يا نفسى على خطاياك التى سببت لفاديك الحنون كل هذه الآلام .. ارسمى جرحه أمامك عندما يهيج عليك العدو .. ]

2) الإعتراف :  

بعدما يحزن المؤمن على خطاياه ، ويتوب أمام الله ، لابد له أن يتوب أمام الكنيسة ، لذا قال الكتاب : " إن اعترفنا بخطايانا ، فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم " (1يو 1: 9) والتائب يجب أن يكون متضعاً منكسراً مقراً بخطاياه أمام الأب الكاهن الذى يعطيه حِلاً حتى يستطيع أن يتناول من جسد الرب ودمه .. والله هو الذى أعطى الأب الكاهن هذا السلطان فى الحل والربط ..

3) التناول :

فبعد أن يحزن المؤمن على خطاياه ويتوب عنها ويأتى معترفاً بها .. يأتى دور الكفارة المتجددة الموجود على المذبح .. أعنى جسد الرب ودمه الأقدسين لغفران خطايانا .. كما قال الرب نفسه : " لأن هذا هو دمى الذى للعهد الجديد الذى يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا ... " (مت 26 : 28)

4) القيام :

هنا يجب على المؤمن أن يقوم ليعاود حياته الروحية من جديد ، فيقول للخطية : " لا تشمتى بى يا عدوتى .. إذا سقطت أقوم .. إذا جلست فى الظلمة فالرب نور لى .. " (ميخا 7 : 8)  

لذا قال القديس يوحنا ذهبى الفم :

[ يجرنا الشيطان إلى أفكار اليأس حتى يقطع رجاءنا فى الله .. فالرجاء هو هلب (مرساة ) الأمان ، ينبوع حياتنا ، قائدنا فى الطريق المؤدى إلى السماء .. فقد قيل " لأننا بالرجاء خلصنا .. " ] 

طلبتى إلى الله أن يفتح عيون قلوبنا لندرك روعة أبوة الله الغافرة لخطايانا حين نحزن عليها ونأتى ونرتمى فى أحضانه مقرين بها ونأخذ من جسده ودمه لغفران خطايانا ، ونقوم من جديد مستندين على نعمته التى بها يساعدنا فى طريق جهادنا .. لعظمة إلهنا كل مجد فى كنيسته إلى الأبد .. آمين .

 


   ترنيمة :

 

1) مراحـــمك ياإلهى                      كثـــيرة جــداً

مراحـــمك يا إلهى                لا يُحصـى لها عدد

2) قطرات الأمـــطار                    معدودة بيـن يديـك

أيضـاً رمـل البـحار       كائن قــدام عينيك

3) كم بالأكثر خطايـاى                  وآثــامى قــدامك

وما صنعـــته يداى               ظاهــر كله أمامك

4) خطايا صباى جـهلى                 ياربِ لا تــذكرها

وأيضــاً آثـــامى                   يا إلهــى اتركـها

5) لا تحب موت الخاطئ                       مثلما يرجــع إليك

يا رب اقبــل طلبتى                      رجعت وتبت إليـك

6) العشــــار اخترته                      والزانية غفرت لهـا

واللـص ذكرتـــه                   رحمتك لا نهاية لهـا

7) وأنا الخاطئ أيضـاً                   يــا رب علمــنى

لكى أصـــنع توبة                يــا رب لا ترذلنى

8) ردنا إلى خلاصــك                    اصنع معنا كصلاحك

لأنك صالح ورحـيم                       يا ربــنا الكــريم

 

 


 

درس كتاب :

الله أب يغفر آثامك

 

   أولاً : استخرج من الآيات التالية ما يدل على أحشاء الله الحانية ...

مز 103 : 13 -----------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

 

2 مل 13 : 23 -----------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

 

ملاخى 3 : 17 -----------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

 

** ثانياً : ما هو الدور الذى يقوم به المسيح تجاه المؤمن التائب ؟

1 يو 2 : 1 -------------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

 

لو 7 : 48 --------------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

 

يو 8 : 11 --------------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

 

   ثالثاً : ما هى الخطوات التى يجب أن يخطوها المؤمن إذا سقط ؟

كو 7 : 10 --------------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

 

1 يو 1 : 9 -------------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

 

مت 26 : 28 ------------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

 

ميخا 7 : 8 --------------------------------------------------------------------------------------

الإجابة : ------------------------------------------

 

   التدريب الروحى للأسبوع :

1)    حفظ آية :

ميخا 7 : 8

" لا تشمتى بى يا عدوتى .. إذا سقطت أقوم ..

إذا جلست فى الظلمة فالرب نورٌ لى .."

ميخا 7 : 8

2)    المواظبة على الخلوة اليومية .

3)    الذهاب للكنيسة ، وممارسة وسائط النعمة .

4)    التدريب الروحى لموضوع الله أب يغفر آثامك :

----------------------------------------------------------------------------------------

ملخص موضوع

الله أبٌ يغفر آثامك

أولاً    : أحشاء حانية :

1) يتـــرأف                              (مز 103 : 23)

2) يحــــنو                               (2 مل 13 : 23)

3) يشــــفق                               (ملا 3 : 17)

 

ثانياً   : كفارة واقية :

1) يشفع فى المؤمن                     (1يو 2 : 1)

2) يغفر خطايــاه                (لو 7 : 48)

3) لا يدينــــه                    (يو 8 : 11)

 

ثالثاً   : خطوات واعية :

1) الحزن على الخطية                  (2كو 7 : 10)

2) الاعــــتراف                   (1 يو 1 : 9)

3) التــــــناول                     (مت 26 : 28)

4) القيــــــام                       (ميخا 7 : 8)